أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في تقرير لها إلى وضع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث قيد ابن سلمان قدرة هادي على التواصل وفقا لمسؤولين يمنيين وسعوديين وذلك بعد أن أجبره على التنحي الأسبوع الماضي، فقد أُجبر هادي على التنحي بعد أن قُدم له مرسومًا كتابيًا يفوض فيه صلاحياته إلى المجلس الرئاسي الجديد، وقال إن عليه أن يوقعه بعد أن توافق القادة اليمنيين على رحيله عن السلطة، بل وهُدد هادي بنشر أدلة على فساده إن لم يوقع على مرسوم تنحيه عن الحكم.
إلى الآن لا يوجد تأييد رسمي أو نفي قاطع للمعلومات المسربة حول التفاصيل الأخيرة التي سبقت إعلان هادي نقل السلطة إلى مجلس رئاسي، حيث جاء الإعلان مفاجئاً في سياق يعزز وجود ضغوط ،ومفاوضات غير معلنة دارت في الديوان الملكي، وظلت تفاصيل الحدث غامضة رغم حديث مسؤولون في تصريحات رسمية عن توافق تام، أفضى إلى قرار نقل السلطة في اليمن، وفي المقابل يتداول معارضون ونشطاء رواية تتحدث عن أن ما حدث كان عبارة عن حبكة درامية سعودية، بالتنسيق مع قيادات يمنية أو دون أي تنسيق، وأفضت إلى إقناع هادي بالخروج لإعلان بيان عزل نفسه، نزولاً عند تلك الضغوط.
تقول الرواية التي نشرها نشطاء وإعلاميون معارضون، منهم السكرتير الصحفي السابق في الرئاسة اليمنية “مختار الرحبي” إن القيادات اليمنية السياسية المشاركة في المشاورات برعاية مجلس التعاون الخليجي، دعيت إلى الديوان الملكي مساء الأربعاء 6 إبريل، بعدما برزت ملامح الخلاف حول مقترح الحل السياسي، وقبل أن يُدعى الرئيس هادي وفريقه وأبنائه حتى.
في السياق نفسه، نشر “الرحبي” سلسلة تدوينات قال إنها حول كواليس ما حصل أولا “تم استدعاء كل القيادات السياسية للديوان الملكي، وتم عزلهم عن بعض من الساعة السابعة إلى الثانية بعد منتصف الليل دون معرفة أي تفاصيل عما حدث ويحدث، ثم استدعي الرئيس هادي إلى الديون على غير العادة، حيث يذهب محمد أو خالد بن سلمان إلى مقر إقامة هادي، وليس العكس، ووصل الرئيس هادي إلى الديوان الملكي مع أولاده والحارس الشخصي وبعض الموظفين، ثم “عزل عن كل المساعدين، مع منع وسائل الاتصال عن جميع، وهو ما دل على حدوث شيء كبير، مهم ومفصلي وخطير، وهناك عقد لقاء جمع هادي مع ولي العهد محمد بن سلمان، الذي أبلغ هادي أن هناك توافقاً على الحل الذي تم تقديمه إليه، وهو “الإعلان الرئاسي” وطلب من الرئيس التوقيع على القرارات التي قيل له إن كل الأطراف السياسية قد وافقت عليها”.
ويتضح من هذه الرواية أن القيادات السياسية اليمنية التي دُعيت إلى الديوان الملكي، تم توزيعها في غرف بقيت فيها، قبل أن يتم إبلاغها فجراً بأن الرئيس قد أعلن القرار، وأن ما عليها هو التوقيع!.
ويعضد ذلك ما قدمه الصحفي “الخطاب الروحاني” بتغريدات على حسابه، معبرا عن ما حصل قائلا “ تلقت كل القيادات اليمنية والحزبية والحكومية إخطارا بالاستعداد للخروج إلى اجتماع رفيع بعد الإفطار، وصل الجميع إلى الديوان الملكي السعودي الساعة 10 مساء، وأخذت منهم هواتفهم ومستلزماتهم، ووزعوا على غرف، كل منهم على حدة، عدا بعض الكتل السياسية التي وضع أعضاؤها في غرفة واحدة، واستمر انتظارهم حتى الثالثة فجراً لحضور اجتماع موعود لحل الخلافات بشأن المقترحات التي قدمت في المشاورات، لكن ماحصل لم يكن في الحسبان، إذ تم استدعاء الرئيس هادي وأولاده وطاقمه عند الساعة 12 ليلاً إلى الديوان، ووزع طاقمه في غرف بدون أجهزة اتصال أو انترنت، فيما دخل هو منفرداً للاجتماع مع محمد بن سلمان لساعتين، استدعى بعدها وزير الإعلام معمر الإرياني، بعد دقائق خرج مسؤولون سعوديون مع الإرياني، وأرسلوا قرار إقالة النائب علي محسن، والخطابات، لوسائل الإعلام الرسمية، ثم ذهبوا إلى كل غرفة لأخذ توقيع القيادات السياسية، اعترض البعض وانتفض لكن السعوديين قالوا إن الرئيس قد وقع والبيان قد أذيع ،و تشكل المجلس، وليس أمامهم إلا التوقيع، فوقع الجميع بذهول”.
يستنتج الروحاني أنه لم يكن أحد على علم بالمجلس، ولا عن ما حصل في اجتماع هادي وابن سلمان، بما في ذلك رشاد العليمي وبقية الأعضاء، الذين فوجئوا أيضا بتعيينهم”.