حكاية نيوم: من هنا بدأ الوهم!

حكاية نيوم: من هنا بدأ الوهم!

حكاية نيوم: من هنا بدأ الوهم!
حكاية نيوم: من هنا بدأ الوهم!

حكاية نيوم: من هنا بدأ الوهم!

عندما تكتب في محركات البحث على الشبكة العنكبوتية كلمة “نيوم”، من المفترض -كما خطط السادة- أن تقرأ أخباراً عن سيارات طائرة وروبوتات ومركبات ذاتية القيادة، مدينة أحلام مستقبلية تعتمد على التكنولوجيا ويجتمع فيها كل تطور العالم وتقدمه، إلا أنك في الحقيقة، ستُصدم بقصص عن التهجير القسري وإجبار السكان المحليين على إخلاء منازلهم لإفساح المجال أمام المدينة الضخمة، مع جرائم قتل خارج نطاق القضاء واحتجاجات ومعارضة، ودولة تعتمد التقشف بعد انهيار اقتصادها، ومع ذلك، تصمم على استكمال بناء “نيوم”، أو مدينة “الوهم”، كما يجب أن يُطلق عليها.

نعم.. إن “نيوم” لا يمكن اعتبارها إلا وهم كبير، من غير الواضح لماذا اختاره محمد بن سلمان بهذه الكيفية، إلا أنه بالتأكيد خيار جيد ليتم ضمه إلى سلسلة قرارته التي تؤكد مدى رعونته في التفكير والتصرف.

الجميع سمع بخطة ولي العهد السعودي لتنويع الاقتصاد وتطوير المستقبل المسماة بـ “رؤية 2030″، وهي في ظاهرها خطة جيدة تتسم بالموضوعية إلى حد كبير، مع ذلك فإن بداية التفكير في “نيوم” لم تكن موضوعية أبداً، بحسب تقارير نشرتها صحيفة “وول ستريت جورنال” قبل عام تقريباً، نقلاً عن شخص مطلع على قصة فكرة إنشاء مدينة “نيوم”، فإن الأمر بدأ حين قام “بن سلمان بسحب خريطة السعودية من جوجل إيرث، ورأى أن الربع الغربي الشمالي من السعودية كان فارغاً، كان ذلك تحديداً قبل أربع سنوات، حتى قبل أن يصبح والده سلمان ملكاً”.
وتابع المصدر قصته -بحسب الصحيفة- “طار بن سلمان إلى هناك، مكان تصل فيه درجة الحرارة صيفاً لأكثر من 50 درجة مئوية، ولكن في الشتاء هناك جبال محيطة يمكن أن ينزل فيها الثلج، فقرر أن ينشئ مدينة فيها”.

هكذا إذاً، بناء مشاريع ضخمة تتكلف مئات المليارات، وتفسد حياة آلاف البشر، تبدأ بفكرة عبثية لمجرد أن مكان ما “فارغاً” على الخريطة!

حتى هذه النقطة، يبدو الموضوع وكأنه فكرة عبثية أو قرار أرعن من أمير لا زالت خبرته السياسية والدبلوماسية في طور المراهقة، إلا أنه ومع تتابع الإعلان عن المدينة، بدا أن للموضوع أبعاد أخرى، وأن اختيار هذه المنطقة بالتحديد يخدم جهات معينة، لا تهدف إلا لإعلاء شأنها والبقية فليبلعهم الطوفان، نقصد إسرائيل بالطبع.

نيوم

تجلى هذا واضحاً حين سعى بن سلمان لبناء جسر يربط المدينة بمصر، واتفق مع عبد الفتاح السيسي، أن يحصل على جزيرتين من مصر في البحر الأحمر، الأمر الذي أثار غضب المصريين، بالإضافة إلى منح السعودية 1000 كم من أراضي سيناء لتصبح ضمن حدود مدينة نيوم، في المقابل تسلّم بن سلمان رسالة من قادة “إسرائيل” يبلغونه فيها تأييدهم لإنشاء المدينة، وأيضاً استعدادهم لتوفير التكنولوجيا المتطورة للسعودية من أجل إنشاء هذا المشروع.

السمعة السيئة بدأت في مطاردة المشروع منذ البداية، حيث تعاقد بن سلمان مع”كلاوس كلاينفيلد” الذي فُصل من منصب الرئيس التنفيذي لشركة “أركونيك” (شركة رائدة في مجال تصنيع الألمنيوم) لاتهامه بالفساد والاختلاس، إلا أن بن سلمان لم يجد غضاضة في التعامل معه كونه سيساعده في تنفيذ أحلامه، وخصوصاً بناء جسر بين مصر والسعودية؛ حيث أن الجسر المقترح لربط المدينة بمصر لا يمكن أن يتبع نفس المسار الذي كان يريده بن سلمان، لكونه يمر بمنطقة خط زلزالي، فرُفعت تكلفة إنشاء هذا الجسر لتصل إلى نحو 125 مليار دولار، بحسب توصية كلاينفيلد.

وتأكيداً على هذه السمعة السيئة، فإنه لتطوير المدينة، تخطط الحكومة السعودية لنقل أكثر من 20.000 شخص بالقوة، ينتمي معظمهم لقبيلة الحويطات، سكنوا هذه المنطقة لقرون مضت، لذلك فإن نقلهم من المكان هو حكم بالإعدام عليهم وعلى تاريخهم وذكرياتهم، هو تدمير مجتمع بأكمله، وبالفعل بدأت الدولة رغم الانتقادات الواسعة في تنفيذ عمليات التهجير، التي راح ضحيتها المواطن عبد الرحيم الحويطي في أبريل/نيسان الماضي، حيث قتل برصاص الجهات الأمنية حين رفض تنفيذ قرارات الإخلاء.

الآن، الأمور بدأت تأخذ منحنى آخر، مع تفشي جائحة كورونا، بدا أن سراب مشروع “نيوم” الذي تقدر كلفته بـ 500 مليار دولار قد تبدّد، على المستوى العالمي، لم تعد فكرة السفر مغرية للمستثمرين، كما لم يعد تمويل المشروع ممكنا في ظل تراجع أسعار النفط بشكل غير مسبوق، والذي تسبب في أزمة اقتصادية كبيرة في المملكة، ومع ذلك يصمم بن سلمان على إتمام المشروع، الذي لا يعلم أحد جدواه بالنسبة للسعوديين.
لا أحد يعلم إلام ستنتهي الأمور، إلا أننا حتى الآن لم نشاهد سوى مطار ومنتجع جديد للحاكم المستقبلي وفريقه، أما الروبوتات، والسيارات الطائرة وغيرها، لا وجود لها حتى الآن، وعلى ما يبدو، لن يصبح لها وجود.

اقرأ المزيد: Amnesty condemns ladies golfing tournament plan in Saudi Arabia

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً

1 comment
  • لا يعمل في نيوم سوى امرين : ١- اجلاء وتهجير الناس ٢- وضع حدود نيوم على الطرق لاغلاقها فيما بعد لتصبح مستوطنه محرمه على اهلها ومستباحة لسكانها الجدد .
    اما الربوتات والسيارات الطائره ماهي الا لضحك على العقول الساذجه ولتمرير عملية الاحتلال بصبغة اقتصادية .