بداية العلاقة
بدأت علاقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق جاريد كوشنر تتكون على مأدبة غداء في البيت الأبيض، حيث كان ابن سلمان في زيارة لواشنطن عام ٢٠١٧ وحينذاك تجاذبا بن سلمان وكوشنر أطراف الحديث وبدأت علاقاتها تأخذ طابعا دافئا بحسب وصف المقربين منهم، لم يكن ذلك اللقاء الأول بين ابن سلمان وكوشنر، وكلاهما في الثلاثينيات من عمره، لكنه كان الجلسة الرسمية الأولى لهما منذ تنصيب ترامب، وكان أيضا باكورة علاقات مباشرة ومميزة ما فتئت تثير الجدل لابتعادها عن القنوات الدبلوماسية التقليدية.
تطورت تكل العلاقة حتى كشف موقع إنترسبت عن أن بن سلمان صرح بأنه سيطر تماما على صهر جاريد كوشنر واستخدم عبارة “وضعته في جيبي”، وذلك بعد أن زود كوشنر ابن سلمان بمعلومات أميركية عالية السرية بطريقة غير مشروعة.
أسرار العلاقة
مؤخرا نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، تفاصيل عن مذكرات “جاريد كوشنر”، التي ستصدر قريبا، حيث كشفت فيها تفاصيل عن علاقته الوطيدة بولي العهد السعودي. وتحدثت الصحيفة عن “تفاصيل نادرة” حول التقارب السياسي والودي الذي جمع بين “كوشنر”، والأمير “محمد بن سلمان”، وقالت إنه “تعمق بعد مغادرة ترامب وفريقه البيت الأبيض”.
علاقات دافئة رغم الدماء
تقول الصحيفة إن “كوشنر” وقف إلى جانب ولي العهد السعودي بعد اتهامه بإصدار الأمر بقتل الصحفي “جمال خاشقجي”، وخلاف الأول مع مسؤولين آخرين في إدارة “ترامب” اتهموه بأنه كان “دافئا” للغاية مع الحاكم السعودي، واستفاد من العلاقة لإقامة علاقات جديدة بين إسرائيل والعالم العربي. ويعتبر التقرير أن علاقات “كوشنر” الوثيقة مع “بن سلمان”، أثبتت أنها واحدة من أكثر العلاقات المثمرة والمستقطبة للبيت الأبيض في عهد “ترامب”.
مليارا دولار من ابن سلمان لكوشنر
ووفق المذكرات، تقدم مكالمة هاتفية، لمحة نادرة عن العلاقة غير العادية بين “كوشنر” و”بن سلمان”، والتي تطورت من تحالف سياسي ودي إلى شراكة تجارية عميقة بعد مغادرة “ترامب” البيت الأبيض، حيث أثارت تدقيقا من محققي الكونجرس.
ففي الوقت الذي يئن فيه الكثير من السعوديين تحت وطأة الضرائب وأسعار الوقود المرتفعة والبطالة، يقوم ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بتوزيع المليارات عبر صندوق الاستثمارات العامّة السعودي (الصندوق السيادي) على مسؤولي إدارة دونالد ترامب السابقين، تحت عناوين شركات استثمارية. وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة نيويورك تايمز، أنه بعد ستّة أشهر من مغادرته البيت الأبيض، حصل مستشار ترامب وصهره، جاريد كوشنر، على مليارَي دولار لشركة مملوكة له، من «الاستثمارات العامة السعودي» الذي يترأس مجلس إدارته ابن سلمان، وذلك على رغم تقييم مستشاري الصندوق للخطوة، والذي يفيد بأنها استثمار غير مستحِقّ.
يقول مراقبون إن بن سلمان يوزّع، مليارات الدولارات على شركات استثمارية أنشأها بعض مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، النافذين، في ما يسلّط ضوءاً على رهانه على عودة الرئيس السابق إلى الحكم إذا سعى وفاز بفترة رئاسية أخرى في عام 2024لإعادة الأمور مع واشنطن إلى مجاريها. ويأتي ذلك في ظلّ فتور في علاقته بإدارة الرئيس جو بايدن، رغم زيارة الأخير للمملكة الشهر المنصرم.
ليست صفقة كوشنر واحدها فقد وافق صندوق السعودية السيادي الذي يرأسه بن سلمان أيضاً على استثمار مليار دولار مع وزير الخزانة في عهد ترامب، ستيفن منوشين، الذي كان يؤسّس صندوقاً جديداً تحت اسم “ليبرتي ستراتيجيك كابيتال”.
أموال بن سلمان تكمم أفواه أمريكا
وحين أثار الكونجرس الشكوك حول سجل المملكة المتدهور في مجال حقوق الإنسان، من عملية الاحتجاز التي جرت في فندق «الريتز كارلتون» إلى المجازر المروعة التي يرتكبها الطيران الحربي في اليمن، نجح المال السعودي في الضغط وكمّ الأفواه. ووفق مركز السياسة الدولية، أنفق ابن سلمان 27 مليون دولار على ما يعرف بشركات الضغط السياسي في 2017، أي ثلاثة أضعاف المبلغ الذي تمّ إنفاقه في 2016. من ضمن الـ 27 مليوناً، استثمر 400000 دولار في الحملات الانتخابية لأعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب الذين في المقابل تبنوا سياسة غض النظر عن التجاوزات السعودية. ولعل صورة كاريكاتير محبس الجن ترسم صورة ابن سلمان وهو يحاول تحسين صورته بأموال السعوديين أمام الغرب
