كشف معهد كوينسي للدراسات الأمريكية في تقرير أن السعودية قدمت 440 مليون دولار إلى 144 جامعة أمريكية منذ قتلها مواطنها الصحفي جمال خاشقجي بسفارتها بإسطنبول عام 2018.
وقال إنه وفي عام 2019 فقط قدمت 270 مليون دولار، ضمن خطوات تلميع صورتها أمام المجتمع الأمريكي.
وأكد التقرير أن الاغتيال المروع لخاشقجي أدى إلى الضغط على المؤسسات والحكومات التي لها صلات بالمملكة لإعادة التفكير في ارتباطها. ومن بين هذه الجامعات الأمريكية، التي قبلت ملايين الدولارات من المملكة العربية السعودية لإنشاء ودعم مراكز البحوث ويكشف تحليل سجلات وزارة التعليم أن المملكة العربية السعودية لا تزال واحدة من أكبر مصادر التمويل الأجنبي للجامعات الأمريكية. في عام 2019، قدم المانحون السعوديون أكثر من 270 مليون دولار لهذه المؤسسات، ارتفاعًا من 165 مليون دولار في العام السابق.
ابن سلمان منبوذ في هارفارد
وأضاف التقرير أنه عند زيارة ابن سلمان إلى جامعة هارفارد، وهي متلق رئيسي آخر للتمويل السعودي، ناشدت صحيفة The Crimson الطلابية بجامعة هارفارد إدارتها: بعدم الارتباط بابن سلمان بسبب جريمة قتل خاشقجي وأكدت الصحيفة الطلابية أن جامعة هارفارد – إحدى أفضل الجامعات في العالم – تخاطر بإضفاء الشرعية على كل من الطبيعة الاستبدادية للنظام والسياسات الوحشية التي ينفذها ابن سلمان.”
ابن سلمان يغسل سمعته بأموال السعوديين
ذكرت صحيفة نيو يورك تايمز الأمريكية أن ابن سلمان يغسل سمعته من جريمة قتل خاشقجي من خلال التوغل في الجامعات والمعاهد الأمريكية، معتمدا على الأموال الكثيرة التي بحوزته، مشيرة إلى أن ابن سلمان دخل أيضا مجال الرياضة والألعاب وأنفق فيها ملايين الدولارات من أجل نفس الغرض أيضا.
خاشقجي يطارد ابن سلمان
أما صحيفة الجارديان فقد نشرت تقريرا أكدت فيه أن القاضي جون بيتس المكلف بقضية خاشقجي سيقرر في الأسابيع المقبلة إن كان سيسمح بتمرير الدعوى المدنية التي رفعتها خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والمشاركين معه. وتطالب بتعويضات غير محددة من ولي العهد. وسيقوم قرار القاضي على سؤال قانوني معقد حول معاملة ولي العهد والحاكم الفعلي للسعودية كمسؤول يتمتع بالحصانة، ومنحه بالضرورة حصانة من المحاكمة ضمن القضاء الأمريكي، أم أن وضعيته كولي للعهد بانتظار تولي العرش لا تجعله محصنا من المحاكمة بموجب القوانين الأمريكية. وأضافت “الجارديان”: “إذا رفض ولي العهد السعودي التعاون، فقد يصدر القاضي حكما لصالح جنكيز، بشكل قد يقود لتجميد أرصدة الأمير حول العالم من يخته إلى قصر اشتراه في باريس”.
ويتفق معظم الخبراء على أن قرار القاضي بيتس سيعتمد على ما ستقدمه إدارة بايدن، التي طلب منها تقديم موقفها في القضية، وبشكل سيحرف الميزان لصالح جنكيز، ما سيؤدي لتدهور جديد في العلاقات المتوترة بسبب قرار الرياض خفض معدلات إنتاج النفط، رغم مطالبة إدارة بايدن لها بزيادة الإنتاج، والمساعدة في استقرار أسعار النفط العالمية. أم أنها ستقرر لصالح الأمير محمد.
ولفتت الصحيفة إلى أن أي تحرك ينظر إليه على أنه في صالح الأمير، سيؤدي لانتقاد من منظمات حقوق الإنسان، وسيعدّ خيانة من الرئيس جو بايدن، الذي وعد بتحقيق المحاسبة في جريمة قتل خاشقجي.
لم يلاق أي من أسلاف محمد بن سلمان منذ تأسيس المملكة العربية السعودية مثل ما لاقى هو، فأينما حل في أي دولة يطارده شبح جمال خاشقجي إما بسؤال صحفي عنه، أو بمظاهرة مندده بقدومه، أو بدعاوى قضائية ضده، ويبدو أن العالم الحر يقول له لا أهلا ولا سهلا بمن قتل خاشقجي.