يبدو أن فساد ولي العهد السعودي الأمير محمد ابن سلمان الاقتصادي وفشله السياسي على مختلف الأصعدة، يثير حفيظة الكثير من الضباط خاصة وأن الأمن القومي للملكة في خطر جراء فشل حرب اليمن واستهداف الحوثيين لأكثر من موقع عسكري ومدني في المملكة.
حيث قالت مصادر خاصة إن الكثير من القيادات العسكرية ليسوا راضين عن الوضع الحالي في المملكة، وأضافت المصادر أن الكثير منهم ما زال يدين بالولاء إلى الأمير محمد بن نايف وأكدت المصادر أن التقارير بهذا الخصوص تصل بشكلٍ مستمر إلى الديوان، وأن بن سلمان خائف ومزعوج جداً من هذا الأمر، مشيرة إلى أنه يقوم بين فترةٍ وأخرى بشن حملات اعتقالات بحق الضباط.
وأكد مراقبون أن قرار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في أبريل 2015 بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد سوى كان بداية نهاية الرجل، الذي كان يوصف حتى الأمس القريب “بالقوي”.
فبعد أكثر من عامين بقليل على هذا التعيين، صدر قرار في يونيو 2017 بعزل محمد بن نايف واستبداله بالأمير محمد بن سلمان نجل الملك، في خطوة أكد مراقبون آنذاك أنها تمهّد الطريق نحو إحكام الأخير قبضته على مقاليد السلطة في المملكة.
لم تقف الأمور عند حدود خلع محمد بن نايف، الذي شغل أيضا منصبي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية مع ولاية العهد، بل امتدت إلى وضعه في الإقامة الجبرية في قصره بمدينة جدة، ومنعه من السفر واعتقل نايف مع 3 من أفراد العائلة المالكة، وهم: شقيق الملك سلمان الأمير أحمد بن عبد العزيز، ونجله الأمير نايف بن أحمد بن عبد العزيز، والأمير محمد بن نايف، إلى جانب عدد من القيادات العسكرية والأمنية بتهمة التدبير لمحاولة انقلاب تمهيدا للإطاحة بولي العهد حتى يتمكن ابن سلمان من الوصول إلى كرسي العرش.
وكشفت مصادر أن ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف تعرض خلال اعتقاله للتعذيب الشديد والإيذاء الجسدي.
وأضافت أن التعذيب الشديد وصل “لدرجة أنه أصبح غير قادر على المشي دون مساعدة”، وأن هناك ضغوطا على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للتدخل لمساعدته.
وقالت إن الأمير محمد بن نايف دخل إحدى الغرف مع تركي آل الشيخ، المقرب من محمد بن سلمان والذي يعرف بطريقته الفظة والمخيفة في التعامل، حيث يبدو أن الشيخ قد حبس ابن نايف في الغرفة لساعات، وضغط عليه لتوقيع خطاب استقالة وللتعهّد بولائه لمحمد بن سلمان.
وتابعت المصادر أنه بعد الرفض، تم تهديد ابن نايف بأنه إذا لم يتخل عن طيب خاطر عن العرش، فسوف يتم اغتصاب أفراد عائلته، كما منع من تناول دوائه لارتفاع ضغط الدم والسكري. وبحلول الفجر؛ كان كل شيء قد انتهى بعد أن استسلم ابن نايف الذي كان قلقًا ومرهقًا، ثم أجبر على دخول غرفة مجاورة، حيث كان محمد بن سلمان ينتظره مع كاميرات التلفزيون وحارس كان يحمل مسدسًا.
وأظهرت اللقطات، التي نشرتها محطات الإذاعة السعودية، لمحة موجزة للشيخ وهو يضع رداء مزينًا بالذهب على ظهر الأمير المعتقل، وبينما كانت الكاميرات تصوّر، اقترب محمد بن سلمان من ابن عمه وانحنى بطريقة مسرحية لتقبيل يده وركبته، لكن ابن نايف كتب لاحقًا في رسالة إلى مستشاره: “عندما تعهدت بالولاء، كان هناك سلاح موجّه نحوي”،
وكان ينظر إلى “بن نايف” على أنه الحليف السعودي الأكثر ثقة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وقد شغل منصب وزير الداخلية في المملكة اعتبارا من 2012، قبل أن يُصبح وليًا للعهد بعد 3 سنوات.
ونفذ ولي العهد الحالي، نجل ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز منذ تسلمه ولاية العهد، حملة واسعة ضد معارضيه ونجح في إبعاد منافسين كثيرين له عن سدة القرار. وخرج الأمير محمد بن نايف فجأة عن خط الخلافة على الحكم عام 2017 بعدما عين العاهل السعودي نجله وليا للعهد.