أعلنت شركة “مانجا للإنتاج”، وهي شركة إنتاج رسوم متحركة مملوكة لمؤسسة “مِسك” الخيرية التابعة لمحمد بن سلمان – ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية– عن عقد شراكة ثنائية مع “نيوم” – مشروع مدينة “أوهام” بن سلمان، التي كان يطمح أن يدخل بها إلى العالمية، والواقع أن العالمية تهرب منه بسبب سمعته الملوثة بالاستبداد.
وبحسب الشراكة، من المقرر أن تصبح “مدينة نيوم” موضوع الموسم الثاني من مسلسل الرسوم المتحركة “أساطير من قادم الزمان” -أي حكايات من المستقبل- بحيث تدور حلقاته على أراضي نيوم وتنقل عنها في المستقبل، باعتبار أن المدينة سيتم الانتهاء من بنائها- بالطبع!
ويدعي المسلسل أنه يريد نقل “الثقافة العربية” إلى الجمهور الأجنبي، خاصة وأن الموسم الأول الذي تم بالشراكة مع شركة الرسوم المتحركة (الأنمي) اليابانية Toei Animation قد شوهد من قبل 70 مليون شخصاً حول العالم -بحسب الشركة المنتجة-، وعلى الرغم من ذلك، يرى الخبراء والمحللون أن هذه الخطوة ما هي إلا محاولة جديدة يائسة من قبل النظام السعودي بقيادة بن سلمان لتحسين صورة “نيوم” السيئة، التي شوهتها ممارسات بن سلمان القمعية وجرائمه الوحشية.
اللافت للنظر أن مدينة نيوم لا تحتوي حتى الآن سوى على مطار ومرافق ملكية، لذا من غير الواضح ما الذي ستعرضه السلسلة عن مستقبل المدينة الضخمة -البالغ تكلفتها 500 مليار دولار-، إلا أن الأكيد أن المسلسل لن يتطرق إلى موضوع قبيلة “الحويطات”، الذين يواجهون حملات تهجير قسري شرسة لإخلاء أراضيهم المقرر إقامة جزء من نيوم عليها، وبسبب رفضهم مغادرة موطن أجدادهم يتعرضون إلى موجات عالية من العنف والقمع والاعتقالات والتهديدات، بالإضافة إلى مقتل أحد أبنائها، وهو عبد الرحيم الحويطي، على أيدي الأجهزة الأمنية في أبريل/نيسان الماضي لرفضة المغادرة.
المثير للدهشة، أنه على الرغم من المخاطر التي تحيط بمستقبل نيوم، وهروب المستثمرين الأجانب بسبب الأزمة المالية في المملكة والضغوطات الجماهيرية الهائلة التي يواجهونها بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة، فإن الشركة المنتجة أبدت ترحيب كبير بهذه الشراكة، حيث قال عصام البخاري، الرئيس التنفيذي لـ “مانجا للإنتاج” إنه “يسعدنا التعاون مع نيوم لإنتاج الموسم الثاني من أساطير من قادم الزمان”، مضيفاً “تجمع هذه الشراكة الصناعة الإبداعية في المملكة العربية السعودية جنبًا إلى جنب مع نيوم، حاضنة القدرات الإبداعية والتقنيات الرائدة التي تجسد رؤية المملكة 2030″، متابعاً الهدف كان “أن نكون جزءًا من تطوير نيوم وبناء مستقبل مشرق للبشرية جمعاء”.
اقرأ أيضًا: مؤتمر الألعاب الرقمية.. رهان جديد لتحسين صورة نيوم
