رالي دكار: محاولة يائسة للتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية
رالي داكار- السباق الدولي للقدرة على التحمل على الطرق الوعرة، من المقرر أن ينظم في المملكة العربية السعودية في يناير/كانون الثاني المقبل، وكعادة جميع الأحداث الدولية التي تُقام في المملكة، وُجهت إلى منظمي السباق العديد من الرسائل والمطالبات والدعوات الدولية للضغط على السلطات في المملكة لتحسين أوضاع حقوق الإنسان.

الحدث، المعروف باسم “الرالي الأكثر تحديًا في العالم”، والذي تنظمه منظمة أماوري سبورت الفرنسية ASO، من المقرر أن يقام في الفترة من 3 إلى 15 يناير/كانون الثاني، من المقرر أن تُقام جولاته في أكثر من منطقة في السعودية، من بينها مدينة نيوم، أكثر مشاريع رؤية 2030 إثارة للجدل، والذي يبلغ تكلفته نحو 500 مليار دولار دون تخفيض للتكلفة رغم الظروف الراهنة.
إقامة السباق في السعودية عموماً، وفي مدينة نيوم تحديداً، أثار موجات انتقادات واسعة بين صفوف النشطاء والجماعات الحقوقية، بما فيهم الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، وذلك بسبب السجل السيء للمملكة فيما يتعلق بحقوق الإنسان بصورة عامة، والانتهاكات المصاحبة لمشروع نيوم بصفة خاصة، إذ يُقام جزء من المدينة على أراضي تسكنها قبيلة الحويطات منذ قرون، ومن المقرر تهجيرهم منها لإتمام المشروع.

بدورها، قامت الجماعات الحقوقية بدعوة “المشاركين والمنظمين والرعاة والمذيعين الرسميين” إلى إثارة القضايا الحقوقية في البلاد، وإعلان تضامنهم مع “أبطال” المملكة الحقيقين، الذين يقبعون في السجون سواء بصورة قانونية أو غير قانونية، ويتعرضون بخلاف ذلك إلى جملة من الانتهاكات الإنسانية والقانونية.
من جانبه، علق ديفيد كاستيرا، مدير الرالي، على هذه الشراكة مع المملكة قائلاً “الرالي الآن أصبح في برنامج تطوير المملكة التي تتجه نحو مزيد من الانفتاح”، وبرر هذه الموقف مدعياً أن العمل مع هذا النظام سيغيره بطريقة ما. إن كان الأمر كذلك، فلماذا لم نر نتائج حتى الآن؟
في هذا الصدد، وصف المعارضون وأصحاب الرأي خطوة إقامة الرالي داخل السعودية بأنها مثال حي على عملية “التبييض الرياضي” التي تلجأ إليها السعودية في محاولة للتستر على انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل النظام، داخل أو خارج المملكة.
في بيان وقعته 15 منظمة حقوقية، بما في ذلك المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومجموعة مينا لحقوق الإنسان، ومبادرة الحرية ومركز الخليج لحقوق الإنسان، قالوا “السعودية تستخدم رالي داكار 2021 كجزء من حملة علاقات عامة واسعة النطاق لتحسين صورتها الحالية والتأثير على قطاع السياحة في المملكة، بدلاً من معالجة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”.
وأضاف البيان “في السنوات الأخيرة، تعرضت المملكة العربية السعودية لموجة انتقادات عنيفة بسبب سجلها الحقوقي بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018 في القنصلية السعودية في اسطنبول، تركيا. أدى الافتقار إلى الشفافية في التحقيق في مقتل خاشقجي، إلى جانب حملة الحكومة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والأصوات المعارضة السلمية، مع دور المملكة في جرائم الحرب التي ارتكبت خلال عملياتها العسكرية في اليمن، إلى تصاعد الضغوط ضدها من قبل المجتمع الدولي “.
كما جاء في البيان: “تعتقد المنظمات الموقعة أن ASO يجب أن تعيد النظر في موقفها بشأن إقامة الأحداث الرياضية الدولية المرموقة في البلدان التي تحدث فيها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، واعتماد سياسات حقوق الإنسان التي تتماشى مع التزامها بالتطوير المستمر للمجتمع والصديق للبيئة”.
ودعت المنظمات الموقعة على البيان المشاركين في رالي داكار والمنظمين والرعاة ووسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية والشركات والداعمين لحث السلطات السعودية على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان المسجونين حاليًا بسبب نشاطهم السلمي، واتخاذ موقف جاد للمساعدة في مواجهة حملة العلاقات العامة التي تديرها للحكومة السعودية لتحسين صورتها، وذلك من خلال تسليط الضوء على الوجه الحقيقي للمملكة العربية السعودية.
من المرجح أن يحاول النظام استغلال رالي داكار لإظهار نيوم إلى ملايين الأشخاص حول العالم كمكان يتمتع بجمال طبيعي مذهل وسباق سيارات الرائد – في محاولة للتغطية علي انتهاكات حقوق الإنسان وعمليات النزوح والديكتاتورية المخبأة في سحابة من الغبار، لكن نشطاء حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم يكرسون جهودهم لكشف الحقيقة وراء النظام السعودي والانتهاكات المصاحبة لمشاريعه الكبرى وعلى رأسها مشروع نيوم.
اقرأ أيضًا: نيوم.. مدينة جديدة تضاف إلى مدن الملح