نيوم: “أفضل نظام صحي في العالم” – لكن لمن؟
في مقال نُشر مؤخراً في مجلة “كونستركشن ويكلي”، تم الاحتفاء بمدينة نيوم بعد ادعاءات إدارتها بأنها ستكون “واحدة من أكثر الأماكن صحة في العالم” إذ ستتمتع بأفضل نظام صحي متقدم ومتطور. السؤال الآن متى؟ فلا يوجد أي بارقة أمل في الأفق حول افتتاح قريب للمدينة. والسؤال الأهم: لمن؟ من سيتمتع بهذا النظام عالي الجودة؟
تفاخرت الدكتورة مليحة هاشمي، المديرة التنفيذية لقطاع مستقبل الصحة والرفاهية في نيوم، بأن المشروع الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار سيكون رائدًا عالميًا في مجال الرعاية الصحية، بل وسيكون المستشفى العام المتواجد في المدينة هو آخر خيار لسكانها، في إشارة إلى عدم حاجتهم إليها لتطور الرعاية الطبية.
وأضافت “هاشمي”: سيكون هناك العديد من المراكز الصحية حيث يمكن للمقيمين طلب المشورة بشكل استباقي من المتخصصين مثل خبراء التغذية وعلماء النفس ومدربين الحياة، كما سيتم تنظيم زيارات دورية للمستشفى لأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو الذين يحتاجون متابعة وتأهيل بعد الشفاء”.
كما زعمت الدكتور هاشمي، وهي أيضًا نائب رئيس فريق العمل القيادي لـ Covid-19 في نيوم: “السلامة هي أولوية قصوى بالنسبة لنيوم… نقوم بتطوير استراتيجية Covid-19 الخاصة بنا باستمرار لضمان صحة ورفاهية موظفي المشروع”.
وبينت مليحة هاشمي أنه “يتم فحص جميع موظفي نيوم بشكل دوري… كما يتم متابعة الالتزام بالتدابير الوقائية وتشجعيهم عليها، بما في ذلك غسل اليدين، إضافة إلى توفير الدعم للصحة العقلية والنفسية “.
الحوار الذي تم مع د. هاشمي كان مثمراً، خاصة مع حديثها بإسهاب عن استخدام الذكاء الاصطناعي لتوفير الرعاية الصحية، لكن كان ينقص هذا الحوار جزء مهم، وهو الحديث عن الفئة المستهدفة التي ستتمتع بهذه الرعاية الصحية العالية!
هل سيتم الاعتناء بالصحة الجسدية والعقلية لـ 20.000 من أبناء قبيلة الحويطات، الذين يتم إجبارهم حاليًا على ترك أرضهم لضمها إلى نيوم؟ هل سيتم الاعتناء بصحتهم النفسية وهم يتعرضون لحملات ترهيب عالية من النظام السعودي لإجبارهم على الرحيل؟
تجاهلت هاشمي أيضاً الحديث عن مئات المهاجرين الأفارقة الذين احتجزهم النظام السعودي في ظروف غير إنسانية في زنازين ضيقة وقذرة، بدعوى منع انتشار Covid-19 ، بل وتشير التقارير أن المعسكرات التي تم احتجازهم فيها أصبحت مرتع لانتشار الأوبئة بالفعل لعدم توفر المرافق الصحية المناسبة، وجميعها ظروف دفعت الكثير منهم للانتحار.
حديث “هاشمي” يؤكد من جديد أن هذه الرعاية الصحية عالية المستوى ستتوفر فقط لأولئك الذين لديهم المال لدفع ثمنها، وهي فرضية تم استنتاجها من كافة الحوارات التي تمت عن فضائل ومميزات نيوم وخدماتها الرائعة، التي مهما كانت متقدمة، فإنها تستهدف فقط أولئك الذين تأمل المملكة العربية السعودية في جلب أموالهم إلى المشروع.
اقرأ أيضًا: مصير الحويطات.. ألم يحن لابن سلمان أن يصحح أخطائه في الداخل أيضاً!
