نيوم: مشروع وُلد ميتا بل ربما هو كذبة كبيرة

نيوم: مشروع وُلد ميتا بل ربما هو كذبة كبيرة

نيوم: مشروع وُلد ميتا بل ربما هو كذبة كبيرة
نيوم: مشروع وُلد ميتا بل ربما هو كذبة كبيرة

دخل الاقتصاد السعودي العام ٢٠٢١ وهو يعاني من أزمات اقتصادية لم يسبق لها مثل، كانت نتيجة لعدد من العوامل الرئيسية أهمها استغلال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمملكة حيث كان يستولى على مئات المليارات من الدولارات من ولي العهد السعودي مقابل توفير حماية لعرشه وتمكينه من المُلك بعد أبيه.

محمد بن سلمان يلتقي ترامب الثلاثاء ويجول عدة مدن أمريكية في زيارة تستمر  لثلاثة أسابيع

حادث مقتل الشهيد الصحفي جمال خاشقجي كان أيضاً من أبرز العوامل التي أدت إلى ضعف اقتصاد المملكة، بالإضافة إلى الأزمات الطاحنة التي دخلتها بعد انخفاض سعر البترول، ووقف رحلات الحج والعمرة، وانسحاب الكثير من المستثمرين من مشروعات رؤية ٢٠٣٠ التي أطلقها بن سلمان بهدف التحول من نظام الاقتصاد المعتمد على النفط إلى نظام الاقتصاد المتنوع القائم على الصادرات والاستثمارات الأجنبية، وتدفق السياحة إلى المملكة، وهو ما يستهدفه ولي العهد من مشروعه الأكبر: مدينة نيوم.

بن سلمان يقر بمسؤوليته غير المباشرة عن مقتل جمال خاشقجي | أخبار DW عربية |  أخبار عاجلة ووجهات نظر من جميع أنحاء العالم | DW | 26.09.2019

الحقيقة التي باتت واضحة بحكم معطيات الواقع أن رؤية ٢٠٣٠ تلك ولدت ميتة-بحسب الفاينانشيال تايمز-، فالرؤية بالأساس وضعت كي تنفذ من خلال زيادة مصادر اقتصاد المملكة السعودية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتكوين شراكات تجارية واسعة، واستخدام التقنية الحديثة في مشروعات المملكة. 

وحسب ما ذكرته صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية في تقرير لها، فإن ولي العهد السعودي التقى بمجموعة من رجال الأعمال الغربيين، الذين خرجوا من الاجتماع مصابين بالصدمة والاندهاش بسبب اعتراف ولي العهد السعودي لهم بفشل مشروع مدينة نيوم، بعدما قد قال عنه يوم انطلاقه أن المشروع سيكون منصة تحديث اقتصاد المملكة السعودية.

نيوم" وهمٌ تراق من أجله الدماء

ووفقاً لذلك التقرير، فإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد أخبر الوفد الغربي من رجال الأعمال، أنه لا يتوقع أن يستثمر أحدا في مشروعات نيوم لسنوات قادمة، وعليه فإن ولي العهد كي لا يظهر بمظهر العاجز صاحب الرؤية الفاشلة، سيضخ من ميزانية المملكة في المشروعات الداخلية لمدينة نيوم، إيهاما للرأي العام بأن المدينة تتقدم في المشروعات والبنية التحتية.

وتعليقا على ما ذكرته الصحيفة البريطانية فإن هذا الاعتراف يكشف عن حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها المملكة السعودية، وما ستتكبده في السنوات القادمة للتغطية على فشل رؤية ولي العهد غير الواقعية، وأن تلك الخسائر جاءت بسبب الجريمة النكراء التي ارتكبتها المملكة بحق الصحفي جمال خاشقجي، داخل قنصليتها في مدينة إسطنبول التركية.

التقرير كشف كذلك أن أحد الاستشاريين في مشروع مدينة نيوم التي كان يتباهى بها ولي العهد يوم الإعلان عنها، ويعتقد أنها ستجذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة، قال إن مشروع ولي العهد لا يزال غامضا تحوم حوله الكثير من الشكوك.

من جانبه قال الخبير الاقتصادي ستيفن هيرتوغ، المحاضر في جامعة “لندن اسكول أوف ايكونومكس”، أن اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي على يد النظام السعودي أعاد المملكة إلى ما كانت عليه قبل التفكير في تنويع مصادر الدخل، حيث أصبحت المملكة الآن معتمدة على النفط بصورة أكبر من ذي قبل، كما أن ملايين الدولارات التي أنفقتها على الدعاية للمدينة لم تكن لها فائدة ولم تستطع المملكة تبييض سمعتها بها ولا تجميل صورتها، هذا فضلا عما ذكره مصرف “جي بي مورغان” الأمريكي، حيث قال إن السعودية تشهد حالة من هروب الاستثمارات خلال الأشهر الأخيرة.

وعن واقع الاستثمار الأجنبي، قالت الفاينانشيال تايمز إن المملكة السعودية تواجه أكبر أزمة دبلوماسية مع الدول الغربية، وكذلك المستثمرين الدوليين، منذ الهجوم الإرهابي على برجي التجارة العالمي في أمريكا سبتمبر من العام ٢٠٠١، فمنذ ذلك التاريخ اهتزت الثقة في المملكة السعودية كوجهة اقتصادية تستطيع أن تجتذب الاستثمارات، كما أن كبرى المصارف الدولية عزفت عن التفكير في ضخ أية أموال استثمارية في اقتصاد المملكة.

ولم يغفل التقرير عن الأزمة التي ضربت قطاع المقاولات والبناء في المملكة، والذي أصبح قطاعا مشلولا، وضربت الأزمات المالية كبرى شركاته في المملكة، حيث فشلت حكومة المملكة في سداد مستحقات المقاولين والتي قدرت وفقا للتقارير الاقتصادية بنحو ٢٨ مليار دولار، كما أن الحكومة السعودية قامت بالاستيلاء على شركة بن لادن- أكبر شركات القطاع الإنشائي في المملكة، وعملاق الإنشاءات في الشرق الأوسط، بزعم مكافحة الفساد، بعدما قامت باعتقال مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها رجل الأعمال بكر بن لادن.

وتعليقا على ما آلت إليه أوضاع قطاع المقاولات في المملكة قالت البروفيسورة كارن يونغ، إن شركات المقاولات والتي تعد المشغل الأول للعمالة في المملكة، قد أصبحت في أزمة كبرى منذ أن قرر ولي العهد السعودية تطبيق برنامج السعودة، وفرض رسوم إضافية على العمالة الأجنبية، وهو ما كان سببا في تراجع رؤوس الأموال، وهجرة العمال من المملكة، وتوقعت الخبيرة الاقتصادية أن المملكة ستشهد التراجعات الأكبر في الهجرة والعمالة ورؤوس الأموال، وهو ما يؤكد فشل رؤية ولي العهد، وعلى رأسها مشروع نيوم.

اقرأ أيضًا: ماذا تعني رئاسة بايدن لمشروع المدينة الضخمة- نيوم؟

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً