على مدى السنوات الماضية وتحديدا منذ أن تولى محمد بن سلمان ولي عهد السعودية شرعت الرياض في استخدام الرياضة والفن كوسيلة لتأكيد قوتها الناعمة، للخروج من وضعها المنبوذ، واكتساب الاعتراف بها على المسرح العالمي بعد أن ساءت سمعتها بجرائم حقوقية وسياسية ومجتمعية ارتكبتها
هذه السياسة التي اتبعها بن سلمان وحكومة المملكة هي جزء أصيل من رؤية المملكة 2030 لمحاولة تغيير صورة المملكة التي لوثتها أفعال الشاب المتهور.
سلسلة من الإصلاحات المدعومة بالاستبداد السياسي المستمر وسحق أي صوت لا يتناغم مع طموحات بن سلمان، كقتل الصحفي جمال خاشقجي، و دعم الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة، وارتكاب جرائم حرب في اليمن، وجرائم حقوق الإنسان في المملكة، واعتقال علماء وناشطين في مجالات مختلفة.
كل تلك الجرائم وغيرها جعلت من الغسيل الرياضي والفن ضرورة لسمعة المملكة بدءا من الملاكمة إلى كرة القدم إلى سباق السيارات مرورا برياضة الجولف،و المهرجانات الفنية والعروض المسرحية وغيرها
بعض أعضاء مجلس الشيوخ بعد كشفهم أعمالا مشينة لولي العهد السعودي في أمريكا قد ترقى لأعمال تجسسية ورفعهم دعوى ضده واستدعاء شركات صندوق استثماره للتحقيق فيها، رفضوا محاولات الغسيل الرياضي التي يقوم بها بن سلمان لتطهير سمعته.
زيادة الإيداعات لصندوق الاستثمارات العامة السعودي في أمريكا من 2.5 مليار دولار عام 2018 إلى أكثر من 35 مليار دولار الآن، مع إصرار الصندوق على عدم الإفصاح عن هذه الاستثمارات بشكل قانوني زاد القلق داخل الأجهزة الرقابية الأمريكية التي أصرت على خضوع شركات الصندوق للرقابة الأمريكية المحكمة.
كما كشف أعضاء الكونجرس عن أن الطائرة التي أقلت قتلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي من تركيا إلى السعودية تعود ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات الذي أنشأه ولي العهد محمد بن سلمان ليقوم بتمويل مشروع مدينة نيوم المشروع الأبرز في رؤية 2030 والتي حكم بسببها بالتهجير القسري والسجن والقتل على أفراد قبيلة الحويطات التي رفضت التنازل عن أراضيها لصالح مشروع نيوم
الرياضة النجاة
تاريخ طويل وممتد لأنظمة مستبدة يشهد بمثل ما يفعله ولي العهد السعودي الآن، إذ كثيرا ما تستخدم الدول الاستبدادية الرياضة والفن كوسيلة لتأكيد السلطة وتشكيل النمط السياسي للدولة، لكن برغم كل النماذج التاريخية تعتبر السعودية هي النموذج الفج والغير مسبوق في استغلال الرياضة والفن لغسيل سمعتها.
الأموال الطائلة التي تدفع بلا رقيب للاعبي الأندية العالمية والمباريات التي تقام بتمويل سعودي بين فرق غير سعودية على الأراضي السعودية والدعم الكبير واللامحدود لبطولات أجنبية تريد السعودية أن تجتذبها إلى أراضيها، والأعمال المسرحية والمهرجانات الفنية بلا سبب، كل ذلك يشهد بأن محاولات بن سلمان لغسيل سمعته وسمعة مملكته الاستبدادية جارية على قدم وساق.
أعضاء الكونجرس الذين تولوا التصدي لمحاولات ابن سلمان إنشاء لوبي داعم له داخل أمريكا قالوا بأن الموقف الأمريكي الرسمي يرفض سعي السعودية إلى استغلال الرياضة بهذا الشكل في الوقت الذي تمارس فيه السلطات الاستبداد وتخنق المجتمع وتسهم في زعزعة الاستقرار في المنطقة، معبرين عن وصولهم إلى حقائق صادمة للرأي العام الأمريكي يعلنونها أمام جلسات مجلس الشيوخ حال امتثلت شركات صندوق الاستثمار السعودي للمساءلة أو رفضت.