رياح الفساد وانعدام الرؤية تبدد مليارات السعودية التي ألقي على رمال الصحراء

رياح الفساد وانعدام الرؤية تبدد مليارات السعودية التي ألقي على رمال الصحراء

رياح الفساد وانعدام الرؤية تبدد مليارات السعودية التي ألقي على رمال الصحراء
رياح الفساد وانعدام الرؤية تبدد مليارات السعودية التي ألقي على رمال الصحراء

أوهام السياحة السعودية (٢) 

ما من شهر يمر إلا وتعلن أبواق ولي العهد السعودي عن مشروعات جديدة بملايين المليارات لدعم قطاع السياحة في المملكة والتوسع في مهرجانات الترفيه، وكأنه لم يعد للاقتصاد مجالات أخرى يمكن للدول أن تستثمر فيها إلا مجال الترفيه والسياحة، والأزمة الكبرى أنه قد فشل حتى في هذا المجال بعد كل تلك المليارات التي أهدرها في تحقيق إنجازات حقيقية وملموسة، اللهم إلا محاولات بائسة لتلميع صورة ابن سلمان أمام الدول التي يخطب ودها. 

آخر تلك المشروعات الذي بالطبع سينضم إلى قائمة المشروعات الفاشلة التي لا تعتمد على رؤية ولا تخضع لعلم أهل الاختصاص مشروع “مضمار السرعة” في مدينة القدية، والمشروع وفق ما أعلن عنه سيكون موطناً لمضمار جديد لسباق رياضة المحركات.. الهدف منه تعزيز مكانة المملكة السعودية في عالم رياضة المحركات، على أمل أن تكون المملكة يوما موطناً لأبرز السباقات في العالم

وعن تفاصيل المشروع فهو يتضمن مجموعة من المميزات والتقنيات الحديثة والتجارب الاستثنائية في عالم السيارات، ومن المتوقع أن يستضيف أبرز الأحداث العالمية في عالم رياضة المحركات

جدير بالذكر أن إعلان بن سلمان عن مشروع “مضمار السرعة” قد جاء بعد أسابيع قليلة من الإعلان عن إطلاق منطقة الألعاب والرياضات الإلكترونية في مدينة القدية، كما سبقه الإعلان عن استاد الأمير محمد بن سلمان الذي يطمح بن سلمان بأن يكون من أوسع وأضخم وأحدث الأندية الرياضية على مستوى العالم ليتردد اسم بن سلمان في المحافل الرياضية العالمية كي ينس الناس وصمة قتل خاشقجي الذي طارت إلى مسامع أهل الكرة الأرضية 

خبراء اقتصاديون يرون أن ما يفعله محمد بن سلمان هو مقامرة كبرى غير محسوبة العواقب إذ يرمي الرجل مليارات الدولار في فوق رمال الصحراء السعودية والتي قد تطير مع رياح الفشل وانعدام الخبرة وحكم الفرد الواحد. 

ايفيكو كالدنيكر، الأستاذ في كلية دامور-ماكيم لإدارة الأعمال: وصف أعمال محمد بن سلمان بأنها أعمال ومغامرات محفوفة بالمخاطر التي تمس مسائل الجغرافيا السياسية والمنافسة الإقليمية والسياسة الداخلية والعلاقات العامة، لكنه لا يحسب لهذا كله حسابا لأنه لا يراجعه أحد

أما الأستاذ الجامعي رافي رامامورتي، المتخصص في إدارة الأعمال الدولية فيقول: إن عدد السكان السعوديين آخذ في النمو، ورغم ذلك لا تزال أغلب أعمال المجتمع السعودي يقوم بها العمال الأجانب والذين يشكلون ٤٠٪ من عدد سكان الدولة الآن، حتى بات أبناء المجتمع يرون أنفسهم ملاكا ورؤساء لا عاملين كادحين لأجل بلادهم، الأمر الذي أفقد السعوديين اكتساب المهارات، حتى شعار بن سلمان تنويع الاقتصاد فقد بريقه ولم يعد يصلح لأنه لا يقوم بعمل حقيقي يخدم هذا الشعار.

أما موقع جلوبال فقد أشار إلى أن السعودية قد رصدت ما قيمته 3 تريليون دولار تنفق على 15 عاما كجزء من الجهود التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد، وهو استثمار يعادل حوالي ثلاثة أضعاف ناتجها المحلي الإجمالي السنوي وهذا خيالي لأن كل المليارات التي أنفقت سلفا لم تكن لها إيرادات تضيف إلى ميزانية المملكة، وكشفت عن فساد رؤية ٢٠٣٠ وعن تأزم القطاع السياحي في المملكة التي اتخذت المسار الخطأ لتنويع اقتصادها.

هذا وغيره يجعلنا نتساءل: ماذا لو ضخت المملكة تلك المليارات في الزراعة أو الصناعة أو التعليم؟ ألم يكن هو الأنفع لمستقبل البلاد والمواطنين؟

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً