باتت العيون الإعلامية تترصد محاولات ابن سلمان غسيل سمعته بالأعمال والمسابقات وشراء الأندية الرياضية على حساب مليارات الشعب التي يبددها بلا حساب ولا رقيب، في الوقت الذي تعاني فيه الميزانية السعودية من العجز وفقا لتصريحات وزير المالية السعودي محمد الجدعان.
صحيفة “ذا انجولوس تايمز” نشرت مقالا بعنوان “بفضل صناديق النفط والفورمولا 1، تشق المملكة العربية السعودية طريقها إلى ملاعب الرياضة المقدسة”
المقالة التي نشرتها الصحيفة فضحت تحكم بن سلمان بأموال نفط البلاد والتلاعب بمقدرات المملكة النفطية لصالح تحقيق رغبته في تبييض سمعته التي لوثها بممارساته السياسية والحقوقية التي اتسمت بالديكتاتورية وانتهاك المعايير الإنسانية.
كشفت الصحيفة عن أن نظام ولي العهد السعودي يحاول فرض نفسه قسرا بالأموال على الساحة الرياضية العالمية، مستغلا أموال شركة أرامكو والتي كان يجب أن يخدم بها مصالح شعبه ليوفر لهم الوظائف ويقضي على الفقر المتزايد في البلاد، ومتلاعبا كذلك بأموال صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي من المفترض أن يعمل لتنويع الاقتصاد السعودي من خلاله بدلا من اعتماد اقتصاد البلاد على النفط حصرا، لكنه يبدد الآن أمواله في استثمارات خاسرة وغير مدروسة.
جدير بالذكر أن ولي العهد السعودي أغدق ملايين الدولارات على أندية السعودية لأجل شراء لاعبين دوليين من نجوم الكرة بأرقام لا تصدق، إذ هي غير معهودة في مجال الرياضة وكرة القدم، كما أنفق ببذخ ممارسا بالأموال كافة الضغوط التي مكنته من الفوز باستضافة كأس العالم لعام 2034، حتى أثر ذلك بالسلب على البطولات العالمية للجولف والتنس والملاكمة التي يحاول بكل نفوذ المالي شراء المباريات واستضافتها على أراضي السعودية، لكنه في الوقت ذاته لم يقدم ما كان يعد به في رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد وإفادة المواطن السعودي وتحقيق آماله.
الصحيفة أشارت إلى أن المملكة السعودية قد غامرت من خلال عملاق النفط السعودي أرامكو لشراء حق استضافة سباق السيارات لتتفوق في ذلك على الإمارات وقطر بعد عامين من قتل وتقطيع الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، وليس بعزيز على شركة أرامكو أن تشتري فريق السباق بسياراته ما دام يحكم البلاد شاب متهور لا يملك رؤية ولا يفكر في مستقبل الأجيال مهووس بالألعاب الرياضية والإلكترونية من طفولته.
كل هذه الاستثمارات التي ينفقها ولي العهد السعودي على الرياضة هي محاولات بائسة لغسيل سمعته، وليس كما يقول رجال إعلامه بأنه سوف يجلب إلى السعودية بذلك الاستثمارات الكبرى، والدليل أنه وفي عامه الثامن لم يستطع أن يجتذب رؤوس أموال أجنبية إلى بلاده على رغم كل المغريات التي قدمها للمستثمرين من الخارج، لتقف المباني الخرسانية في مشروع مدينة نيوم شاهدة على فشل بن سلمان وفشل رؤيته التي تغنى بها بداية عهده حين تولى منصب ولي العهد بعد انقلابه على محمد بن نايف.
سجل ابن سلمان في الفشل الاقتصادي والاستبداد السياسي والانتهاكات الحقوقية كفيل بأن يدمر حاضره ومستقبله لكنه وللأسف الشديد يعمل بمبدأ لن أموت وحدي، فيصر على تخريب اقتصاد البلاد وتبديد أموالها وتضييع مستقبل الأجيال فضلا عن تدمير الواقع المجتمعي وتغيير الهوية السعودية والصدام مع أعراف البلاد وعاداتها، فهل يكمل مسيرة الفشل أم يكون لتاريخه كلمة أخرى غير التي يتمناها هو؟