نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية مقالة منسوبة إلى الكاتب الإسرائيلي بريان بلوم بعنوان السعودية شريان الحياة الوحيد لإسرائيل بعد الحرب، كشفت المقالة عن خبايا كثيرة في عمق العلاقة بين حكومة وسلطات المملكة العربية السعودية في عهد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وسلطات دولة الاحتلال الإسرائيلي.
الكاتب الإسرائيلي كشف أيضا عن أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لن تستطيع تحقيق نصر كامل على المقاومة في قطاع غزة خلال الحرب التي شنتها على القطاع رغم فظاعة الحرب وقوة آلياتها التكتيكية والعسكرية.
واعتبرت المقالة أن النصر لن يتحقق ببساطة أبدا في القطاع وأن كل ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة هي محاولة لحفظ ماء وجهها الذي أرهقته المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر.
والآن ووفقا لكلام الكاتب ومحللين آخرين فإن دولة الكيان الصهيوني المحتلة ستخسر الحرب مع حماس في غزة، ولا يوجد غير هذا الاستنتاج يمكن استخلاصه بعد ثمانية أشهر من هجوم المقاومة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والحرب الدائرة ليل نهار على القطاع، إذ لا تزال كتائب حماس موجودة على الأرض ولربما بكامل قوتها رغم كل الضربات، ولا تزال عندها القدرة على إطلاق الصواريخ إلى قلب تل أبيب، ولا يزال الرهائن محتجزين لديها.
جدير بالذكر أن معهد الديمقراطية الإسرائيلي أجرى استطلاعا لكشف اعتقادات المستوطنين الإسرائيليين تجاه توقعات نهاية الحرب قبل عملية 8 يونيو/حزيران في النصيرات، إذ أظهر الاستطلاع أن 34٪ من الذي شملهم الاستطلاع يشعرون بتفاؤل حيال مستقبل الأمن القومي لدولة الاحتلال، وتملك اليأس من بقية من استطلع المعهد آراءهم.
كذلك رصد معهد سياسة الشعب اليهودي، شهر مايو/أيار الماضي، أن 38٪ من الإسرائيليين أعربوا عن “ثقة عالية” بإمكانية تحقيق النصر، بينما قال حوالي 41٪ أن لديهم “ثقة شبه معدومة” بتحقيق إسرائيل النصر.
نعود إلى مقالة الصحيفة الإسرائيلية إذ طرح الكاتب تساؤلا عن كيفية تغيير الواقع حال عدم تحقيق نصر كامل، وفقد عامة الناس ثقتهم في الحكومة؟ ليجيب الكاتب على نفسه قائلا: إن نجاة إسرائيل تكمن في الشرق، في السعودية والإمارات.
إذ إن السعودية باتت تكشف على نطاق واسع رغبتها في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقد اتضح ذلك من عرض الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار الإسرائيلي على ثلاث مراحل وإطلاق سراح الرهائن، وفي ظل رغبة نتنياهو في عدم السماح بوجود موطىء قدم للسلطة الفلسطينية في غزة، فيمكن للسعوديين والإماراتيين القيام بهذه المهمة على أكمل وجه.
إن خبايا العلاقات الإسرائيلية السعودية باتت مكشوفة في العلن، وبات المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون يكشفون كل يوم وآخر مالم يكن يليق أبدا بدولة المملكة السعودية ونظرة المسلمين والعرب إليها، لكن سياسات ابن سلمان وخوفه على تولي الملك جعله يسلم مقاليد الأمور في البلاد إلى أمريكا وإسرائيل لضمان تمكنه من الحكم بعد أبيه، فهل يبيع ابن سلمان المملكة لأجل هذا، أم يموت خائنا بعدما عاش فاسدا ولا يشم رائحة الحكم؟