السعودية أمام خيارات مالية صعبة بسبب الإصرار على مواصلة العمل في مشروع بن سلمان

السعودية أمام خيارات مالية صعبة بسبب الإصرار على مواصلة العمل في مشروع بن سلمان

رغم ما تمر به المملكة السعودية من أزمات مادية يحاول ابن سلمان أن يوهم الرأي العام بعدم وجودها، ورغم ارتفاع الديون وعجز الميزانية لا يزال ولي العهد السعودي يصر على تحقيق طموحاته رغم معارضة الحكومة له وبيان خطورة الاستمرار في تبديد المليارات في مشروعات لا يؤمن بها غيره، ولا تدعمها أي دراسات اقتصادية منصفة.
في تقرير لها قالت صحيفة وول ستريت جورنال: إن الحكومة السعودية قد حصلت على أكثر من 54 مليار دولار خلال هذا العام من أجل تمويل طموحات ولي العهد السعودية في مشروعاته الكبرى التي لم تر النور منذ أكثر من ثمان سنوات، ما يعني أنها حصلت على ما يعادل 5% من إجمالي ناتجها المحلي، بعدما ارتفعت ديون المملكة واضطرت إلى بيع أسهم في شركة أرامكو النفطية.
محللون قالوا بأن حكومة المملكة تظن بأنها بمجرد حصولها على هذا المبلغ قد تتجاوز عقبات وآثار المشروعات التي يصر ابن سلمان على مواصلة العمل فيها، لكن الواقع يقول بأنها كانت وستظل أمام خيارات مالية صعبة بسبب ارتفاع فاتورة مشروعات رؤية ٢٠٣٠ والتي ارتفعت تكلفتها لأكثر من تريليون دولار أمريكي للتحول من الاقتصاد الأحادي المعتمد على النفط إلى الاقتصاد المتنوع لكنه وحتى الآن لم تعمل المملكة في مشروعات إنتاجية تقول بأنها قد بدأت مسار التحول نحو تنوع الاقتصاد، إذ يغلب على مشروعاتها العمل على مشروعات الترفيه والرياضة بكل أشكالها لكن هذه أنشطة ترفيهية متغيرة بسبب ظروف الواقع لكل منطقة.
جدير بالذكر أن ولي العهد يستهدف بمشروعات الترفيه جذب السياح في الوقت الذي مات فيه أكثر من ١٣٠٠ حاجة بسبب ارتفاع درجات الحرارة ما صدّر للعالم صورة سيئة عن أجواء المملكة المناخية وسيكون لذلك الأثر على النظر إلى السعودية على أنها وجهة سياحية جاذبة.
تقرير الصحيفة أشار إلى أن السعودية قد أعلنت عن تقليص بعض مشروعات رؤية ٢٠٣٠ بسبب الأزمة المالية التي تمر بها المملكة وبسبب ارتفاع تكلفة هذه المشروعات وعدم دخول أي أموال منها حتى الآن إلى خزانة المملكة رغم الإنفاق الترويجي الضخم عليها.
تيم كالين، الزميل الزائر في معهد دول الخليج العربي للأبحاث في واشنطن قال: إن نهج الحكومة السعودية قائم على أمل ارتفاع أسعار النفط مستقبلا وهو أمل محفوف بالمخاطر بسبب التوترات التي يشهدها العالم كل فترة وأخرى وبالأخص هذه المنطقة.
في السياق نفسه صرح وزير المالية السعودي محمد الجدعان في مقابلة مع قناة CNBC بأن حجم العجز قد وصل معدل 2% من الناتج المحلي الإجمالي واعتبره الوزير مستوى مقبولا حتى الآن لأنه سيدعم النمو والبرامج والاستراتيجيات التي وضعها ولي العهد السعودية، معتقدا أن هذا العجز عجز جيد.
وأضاف الجدعان بأن رجال الحكومة السعودية كانوا يتطلعون إلى جمع ما بين 40 إلى 50 مليار دولار عن طريق بيع أسهم إضافية من شركة أرامكو لكنها استقرت في نهاية المطاف هذا الشهر على جمع 11.2 مليار دولار بعد أن قام المصرفيون بجولة في السوق، كما أن عملية العثور على مستثمرين عالميين لشراء أسهم بعشرات المليارات من الدولارات من الأسهم أمر صعب جدا في الحقيقة والواقع، كما أن العديد من صناديق الدول الغربية الاستثمارية لا تعمل في أسواق السعودية حتى الآن، هذا الكلام اعتبره الاقتصاديون معبرا على الواقع المتردي الذي وصلت إليه المملكة بفضل سياسات ولي العهد محمد بن سلمان.

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً