بعد عشرة شهور من حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة ومحاولات تهجير الشعب منها وهدم المنازل وقتل الأرواح ووأد الأطفال لم تنطق السعودية بما يليق بحرب مستعرة مثل هذا ولا بقداسة المكان الذي أقام آل سعود دولتهم فيه.
بعد عشرة شهور من الخذلان ومنع حملات التبرع لأهل فلسطين في المملكة ومحاصرة العلماء والدعاة بل وعامة الناس الذين يعلنون عن تضامنهم، واستضافة قادة الاحتلال مرات ومرات لأجل إنهاء ملف التطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني المحتل، واستمرار دعم جيش الاحتلال بشحنات الوقود المنتظمة بحجة أن الاتفاق على الشحنات من قبل الحرب، قال عبد الله الربيعة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن المملكة السعودية قامت بعملية إسقاط جوي لمساعدات غذائية نوعية على قطاع غزة بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والقوات المسلحة الأردنية الهاشمية بهدف كسر إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلية المعابر الحدودية، إذ تعذر إدخال المساعدات الإنسانية للمتضررين في قطاع غزة من خلالها.
جدير بالذكر أن الأردن والسعودية والإمارات قد أصرت على افتتاح طريق جديد لإدخال السلع إلى دولة الاحتلال كبديل لقناة السويس بعد استهداف الحوثيين لأي سفينة متجهة إلى الكيان الإسرائيلي المحتل.
وفي لقاء له مع “واس” وكالة أنباء السعودية، قال الربيعة إن السعودية قدمت للأردن من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة مظلات وشبكات مخصصة لعمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة تزن 30 طنًا، وأن المواد الغذائية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة تتميز بأنها صالحة للاستخدام المباشر دون الحاجة إلى مواقد لتسخينها.
الأعجب في كلام الربيعة أنه قال بأن السعودية تفاعلت منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة في قطاع غزة، والحرب التي شنت ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في القطاع، من خلال إطلاق حملة تبرعات شعبية كبيرة جمعت حتى الآن مبالغ مالية تتجاوز 184 مليون دولار أمريكي، وأن المملكة قد سيرت جسراً جوياً مكونا من 54 طائرة وجسراً آخر بحريا مؤلفاً من 8 سفن ومازالت الجسور مستمرة، هذا الكلام الذي اعتبره المحللون محض كذب لتجميل صورة المملكة، إذ بات تحركات العالم كله تحت نظر وعدسات الكاميرات فأين هي الطائرات والسفن التي سيرتها المملكة ودخلت إلى غزة ولا تزال مستمرة، إلا أن تكون هذه المساعدات وصلت ليد السيسي وبيعت في القطاع عن طريق رجال العرجاني دون أن يستفيد منها الجوعى تحت النيران في القطاع.