في مقالة له حول خطوات سعودة الفن والرياضة والأدب والمهرجانات والترفيه، ومحاولة صبغها بالصبغة السعودية من خلال الأموال التي لا حصر لها، قال الكاتب أحمد الفخراني لم أشعر إلا بالغضب عندما أعلن تركي آل شيخ عن جائزة القلم الذهبي للرواية، والتي بلغت جوائزها ستمئة وتسعين ألف دولار، وقيمة هذه الجوائز ضعف جائزة البوكر العربية، لتأتي قيمة الجائزة في المركز الثاني بعد جائزة نوبل.
في السياق نفسه تحدث الكثيرون من لاعبي الكرة والفنانين عن دور تركي آل شيخ في إفساد أوجه الحياة الترفيهية في مصر والوطن العربي من خلال دفع الأموال الباهظة ما أفسد الذوق الترفيهي والكروي وخلق مشاحنات بين أبناء كل وسط بسبب تدافع البعض منهم على الفوز بأموال السعودية ولو على حساب ما يقدمه.
على سبيل المثال ألمح الفخراني إلى أن تركي قد حاول اقتحام مجال الرياضة في مصر من خلال بوابة النادي الأهلي، لكنه وجدا حائط صد متمثلا في الجماهير المصرية العريضة التي لو تساهلت في الأمر لباع القائمون على مجال الكرة أنفسهم لتركي آل شيخ من دون احترام لأنفسهم ولا لأنديتهم ولا لجماهيرهم، إذ جاءت هتافات الجماهير في المدرجات المصرية تقلل من شأن الرجل وتهينه، ما اضطر رئيس نادي الأهلي إلى سحب رئاسة النادي الشرفية من تركي كي ينجو بنفسه من غضبة الجماهير، فأسس تركي نادي بيراميدز للانتقام من النادي الأهلي ودفع فيه أموالا طائلة.
في السياق نفسه عُرف عن تركي أنه اخترق الإعلام من خلال بوابة عمرو أديب مذيعه المفضل الذي يكيل له الإهانات كل فترة وأخرى أمام الجماهير على الشاشات وهو يصفعه بالكلام أو باليد وهو يطأطأ له رأسه لكن كثيرين رفضوا سطوته عليهم رغم ما يدفع من أموال وما يحارب به المعارضين له من أدوات منافقيه.
في الفن حاول تركي آل شيخ أن يقول أنا أحيي وأميت من خلال إكرام وبذل المال على بيومي فؤاد ومحاولة التضييق على الفنان محمد سلام لموقفه المشرف من مهرجانات السعودية إبان بدء الحرب على غزة، فقد كشف تركي آل شيخ الإصرار على بدء موسم الرياض بشكل احتفالي باذخ، في وقت الإبادة الجماعية في غزة، ماعبر به عن موقف سياسي واضح في رأي البعض، يعكس الموقف السعودي تجاه ما يحدث، وهي الدولة التي قاربت على التطبيع على نحو رسمي مع إسرائيل.
إن طموح ابن سلمان من خلال “شوال الرز” تركي كما يسميه جماهير الرياضة في مصر يتمثل في إفساد الذوق العام في الترفيه والفن والرياضة وتمييع المحترم من هذه المجالات وشراء الذمم لأجل قضايا يتهمهم البعض بأنها سياسية، كما فعل في موقفه من غزة والذي تحدى فيه مشاعر العرب والمسلمين قاطبة وأساء إلى تاريخ بلاده وقداسة الحرمين بإصراره على رفض حملات المقاطعة ودعم بعض شركات المقاطعة مثل بورجر كينج وإشراكها في مهرجان الرياض الصاخب والذي لقى رفضا عربيا كبيرا، وغيره من المواقف المخزية التي اتخذها.
إن إقبال السعودية بأموال الشعب على إفساد الرياضة لن يمر على ساحة الشعوب بسهولة كما يتخيل تركي آل شيخ وإنما سيخسر في محاولاته أموالا طائلة من مقدرات الشعب ولن تفلح على الدوام حتى لو أظهرت نجاحا مؤقتا من خلال أبواق ابن سلمان المنافقة في الإعلام والفن والرياضة لكنه أقل من أن يقود أذواق الشعوب والجماهير.