تسبب الفيلم الهندي “حياة الماعز” قبل شهرين في ضجة وجدلًا كبيرًا، لا سيما في الوسط العربي، بعدما سلط الضوء على المعاناة اليومية لآلاف العمال الوافدين في دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، حيث يجد هؤلاء أنفسهم محاصرين بنظام الكفالة الذي يحد من حريتهم ويعرضهم للاستغلال.
الفيلم كشف عن الواقع القاسي الذي يعيشه الكثير من هؤلاء العمال الذين يعانون من مصادرة جوازات سفرهم، والإقامات الجبرية، والعنف اللفظي والجسدي دون قوانين تحميهم، وساعات عمل تبدأ ولا تنتهي، وضمان اجتماعي غير موجود، وضمان الشيخوخة ليس في الحسبان.
جدير بالذكر أنه في ظل هذه الأوضاع، يستمر نظام الكفالة في الخليج كإرث استعماري تحول إلى مقصلة تقيد حقوق العمالة الوافدة، وتضعهم تحت رحمة الكفيل، مما يفتح الباب للتساؤل عن جذور هذا النظام وكيف تحول إلى أداة للاستغلال.
كذلك يشير نظام الكفالة إلى أسلوب متَّبع في الدول الخليجية عمومًا وعلى رأسها السعودية لتأمين استقدام العمالة الوافدة من الخارج، تُقيَّد بموجبه أحيانًا حرية تنقل العامل (المكفول) خارج البلد، والحرية في العمل لدى جهات أخرى إلا بموافقة صاحب العمل (الكفيل).
فيما ترى هذه الدول في نظام الكفالة وسيلة لتنظيم العمالة المهاجرة، وأنه يضمن حقوق العمال وأصحاب العمل،لكنه في السعودية بات ضربًا من الرق والعبودية الحديثة، ومبررًا للاستغلال والاعتداء على حقوق العمال المهاجرين، وهو ما جعله دومًا محورًا للنقاش والانتقادات.