تعرضت في الآونة الأخيرة عدة شركات سعودية لخسائر مادية فادحة ، بسبب سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، حتى إن كثيرا من الشركات تتجه إلى الإغلاق أو بيع ديونها لشركات أخرى ومن ثم تسريح عمالتها.
يدرس مالكو “دواجن الوطنية” السعودية، أكبر شركة لإنتاج الدواجن في الشرق الأوسط، بيعها، لعدم قدرتها على البقاء في السوق السعودي بسبب ضغوطات ابن سلمان عليهم، وقد ذكرت مصادر اقتصادية أن الشركة ستبيع جزءا كبيرا من حصتها والتي تقدر قيمتها بملياري ريال (532 مليون دولار).
جدير بالذكر أن “دواجن الوطنية” تأسست عام 1977 على يد سليمان الراجحي الذي أنشأ أيضاً “مصرف الراجحي” بالتعاون مع أخيه. ومصرف الراجحي هو أكبر بنك في المملكة من حيث القيمة السوقية وأحد أكبر البنوك الإسلامية في العالم. وتعد عائلة الراجحي أكثر العائلات السعودية ثراءً بعد استثناء العائلة المالكة.
وفي السياق ذاته تخطط شركة الموسى الصحية السعودية لاستخدام متحصلات الطرح لسداد ما بين 50% و60% من ديونها، بعدما تحصلت الشركة على قروض بقيمة 1.5 مليار ريال خلال السنوات الثلاث الماضية لتمويل خططها التوسعية المتمثلة في افتتاح مراكز جديدة ورفع طاقة الأسرة لديها، فيما تبلغ الديون القائمة حالياً على الشركة 1.2 مليار ريال، وفق الموسى.
وكانت “الموسى الصحية” قد كشفت عن اعتزامها طرح 13.29 مليون سهم عادي في سوق الأسهم السعودية، وذلك عبر إصدار 9.3 مليون سهم جديد (تمثل 21% من رأسمال الشركة بعد الطرح وزيادة رأس المال)، بجانب بيع 3.987 مليون من الأسهم القائمة (تمثل 9% من رأسمال الشركة بعد الطرح وزيادة رأس المال) من قبل المساهمين البائعين بالشركة.
هذا؛ وتتجه شركة “نايس ون بيوتي للتسويق الإلكتروني” لجمع ما يصل إلى 1.2 مليار ريال من طرح 30% من أسهمها في السوق السعودية بسبب عدم قدرتها على البقاء في السوق السعودي، وقد تأسست شركة التجارة الإلكترونية في 2016، وهي جزء من مجموعة متنامية من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا التي تعمل على الاكتتابات العامة الأولية في الشرق الأوسط حيث تتطلع البورصات الإقليمية لتنويع شركاتها المدرجة خارج قطاعات البنوك والشركات الصناعية التي هيمنت على البورصات لسنوات.
تشهد السعودية ركودًا في الاقتصاد لم تشهده منذ عقود، نتيجة سياسات ولي عهدها محمد بن سلمان.
واتهم الموقع ابن سلمان بالقيام بعدة مغامرات استثمارية مؤخرًا، منها توجيه صندوق الاستثمارات في صناعة ألعاب الفيديو. وأكد أن محمد ابن سلمان يلعب في استثمارات السعودية ويبذّر ثرواتها. وقال محللون اقتصاديون إن وضع اقتصاد السعودية سيتردى أكثر في حال استمرار ولي العهد محمد بن سلمان بمساعيه نحو تنفيذ خططه “الحالمة”.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن ووزارة الاستثمار السعودية إن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى المملكة تراجعت نحو 85% على أساس سنوي في الربع الثاني من 2022.
وذكر التقرير أن الاستثمار الأجنبي المباشر سجل 7.9 مليار ريال (2.1 مليار دولار) في الربع الثاني هذا العام انخفاضا من 51.9 مليار ريال في نفس الفترة من عام 2021.
وباستثناء إغلاق صفقة الطرح العام الأولي لأرامكو السعودية في الربع الأول من 2021، يكون الاستثمار الأجنبي المباشر للمملكة نما 46.5% في الربع الثاني من العام الجاري.
ابن سلمان سبب تراجع الاستثمار
يقول اقتصاديون عندما تنخفض الاستثمارات الخارجية خلال عام واحد فقط بنسبة ٨٥٪ فهذه كارثة بكافة المعايير وتثبت أن المستثمرين الدوليين لا يثقون بجدوى المشاريع التي يطلقها ولي العهد السعودي ولا يثقون أيضا في النظام القضائي الذي يهم المستثمر الدولي.
مشيرين إلى أن المشاريع الطموحة جدا لولي العهد تحتاج إلى أربعة أضعاف دخل السعودية بالأسعار الحالية المرتفعة للنفط وبعضها مشاريع خيالية تكلف تريليونات لا تملك أي أرضية اقتصادية مثل ذل لاين أو مدينة نيوم قبل أشهر طرحت السعودية على المستثمرين الاستراليين في قطاع التعدين استثمار ١٧٠ مليار دولار في السعودية وكانت النتيجة محبطة تماما خاصة وأن استراليا وكندا هما أهم دولتين في العالم بهذا المجال والعلاقة مع كندا شبه مقطوعة.