أعلنت شركة سابك للمغذيات الزراعية، إحدى كبرى الشركات السعودية في قطاع الأسمدة والكيماويات الزراعية، عن نتائجها المالية للسنة المنتهية في 31 ديسمبر 2024، والتي كشفت عن تراجع الأرباح بنسبة 9.07% على أساس سنوي. وعزت الشركة هذا الانخفاض إلى ارتفاع تكلفة المبيعات وزيادة النفقات التشغيلية، وهو ما يعكس الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة في المملكة والتحديات التي تواجه قطاعي الصناعة والزراعة بسبب الأزمات المالية وارتفاع أسعار الطاقة.
الأزمة الاقتصادية السعودية وانعكاساتها على السوق
يأتي تراجع أرباح سابك في وقت يعاني فيه الاقتصاد السعودي من تباطؤ واضح في النمو، نتيجة السياسات الاقتصادية التي أثقلت كاهل الشركات والمستهلكين على حد سواء. فقد أدى ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة الضرائب إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، مما أثر بشكل مباشر على القدرة التنافسية للشركات المحلية وأضعف الطلب على المنتجات الصناعية والزراعية.
ضعف الطلب نتيجة غلاء الأسعار
مع استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة في السعودية، وتزايد معدلات التضخم، شهد السوق السعودي ضعفًا في الطلب على العديد من المنتجات، بما في ذلك المنتجات الزراعية، مما أثر على شركات مثل سابك للمغذيات الزراعية، التي تعتمد على توفير الأسمدة والكيماويات للمزارعين.
أحد العوامل الرئيسية التي أثرت على أرباح سابك هو ارتفاع أسعار الوقود والطاقة، حيث زادت تكاليف النقل والتصنيع والتشغيل نتيجة السياسات الحكومية التي رفعت أسعار الوقود لتغطية العجز المالي المتزايد.
عدم استقرار السوق وتراجع الاستثمارات
تعاني السوق السعودية أيضًا من عدم الاستقرار المالي، مما أدى إلى هروب الاستثمارات الأجنبية والمحلية. فمع تزايد الضرائب والرسوم وغياب الحوافز الحقيقية للاستثمار، باتت العديد من الشركات تحجم عن التوسع والاستثمار في السوق السعودي.
ما مستقبل سابك والشركات السعودية؟ في السعودية، بما في ذلك سابك للمغذيات الزراعية، تحديات كبيرة في الحفاظ على أرباحها واستدامة أعمالها. فمع استمرار ارتفاع تكاليف الإنتاج، وضعف الطلب، وتزايد الديون الحكومية، قد نشهد مزيدًا من التراجع في أرباح الشركات السعودية خلال السنوات المقبلة، ما لم يتم إعادة النظر في السياسات الاقتصادية التي تقود المملكة نحو أزمة مالية متفاقمة.