قائمة المحتوى
الاتفاق النووي المدني مع أمريكا بين الطموح والمخاطر
النظام السعودي يواصل السير في دروب التحالفات الخطرة، متجاهلًا دروس التاريخ ومخاطر المستقبل. الاتفاق النووي المدني المرتقب مع الولايات المتحدة ليس مجرد تعاون في مجال الطاقة، بل هو بوابة لابتزاز سياسي واقتصادي قد يُقيد سيادة المملكة ويُعرض أمنها لمخاطر لا تُحمد عقباها. في ظل غياب الشفافية والمساءلة، يُخشى أن يتحول هذا الاتفاق إلى عبء ثقيل على كاهل الوطن والمواطن.
اتفاق مشروط … سيادة منقوصة
أعلنت الولايات المتحدة عن قرب توقيع اتفاق نووي مدني مع السعودية، يتطلب بموجبه التزام المملكة بشروط صارمة تمنعها من تخصيب اليورانيوم أو إعادة معالجة الوقود النووي. هذه الشروط، المعروفة باتفاقية 123، تُقيد من قدرات المملكة وتُبقيها تحت رحمة الرقابة الأمريكية، مما يُثير تساؤلات حول مدى استقلالية القرار السعودي في هذا المجال الحيوي.
ابتزاز سياسي تحت غطاء التعاون
الولايات المتحدة، التي طالما استخدمت نفوذها لفرض إرادتها على حلفائها، لا تقدم شيئًا دون مقابل. الاتفاق النووي المدني قد يُستخدم كورقة ضغط لفرض تنازلات سياسية على السعودية، سواء في ملفات إقليمية أو داخلية. التاريخ مليء بالأمثلة على كيفية استغلال واشنطن لمثل هذه الاتفاقات لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب شركائها.
أمن مهدد… ومخاطر محتملة
البرنامج النووي، حتى وإن كان مدنيًا، يحمل في طياته مخاطر أمنية جسيمة. في منطقة تعج بالصراعات والتوترات، قد يُصبح هذا البرنامج هدفًا محتملًا للهجمات أو يُستخدم كذريعة لتدخلات خارجية. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي حادث أو خلل في المنشآت النووية قد يُسبب كارثة بيئية وصحية لا تُحمد عقباها.
تكاليف باهظة… وعوائد مشكوك فيها
الاستثمار في الطاقة النووية يتطلب مليارات الدولارات، في وقت تُعاني فيه المملكة من تحديات اقتصادية متعددة. بينما تُروج الحكومة لهذا المشروع كجزء من رؤية 2030، يُشكك العديد من الخبراء في جدواه الاقتصادية، خاصة مع توافر بدائل أكثر أمانًا وأقل تكلفة، مثل الطاقة الشمسية والرياح.
غياب الشفافية… ومخاوف مشروعة
حتى الآن، لم تُقدم الحكومة السعودية تفاصيل كافية حول هذا الاتفاق، مما يُثير مخاوف مشروعة بين المواطنين والمراقبين. في ظل غياب الشفافية والمساءلة، يُخشى أن يُستخدم هذا المشروع لتحقيق مصالح ضيقة أو يُدار بطريقة تُعرض البلاد لمخاطر جسيمة.
بين الطموح والمخاطر
بينما تسعى السعودية لتحقيق طموحاتها في مجال الطاقة، يجب أن تُوازن بين هذه الطموحات والمخاطر المحتملة. الاتفاق النووي المدني مع الولايات المتحدة قد يُحقق بعض المكاسب، لكنه يحمل في طياته تحديات كبيرة تتطلب دراسة متأنية وشفافية كاملة. في نهاية المطاف، يجب أن يكون أمن الوطن ومصلحة المواطن فوق كل اعتبار.