خيانة بالتقسيط: النظام السعودي يرهن كرامته لواشنطن والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي

خيانة بالتقسيط: النظام السعودي يرهن كرامته لواشنطن والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي

بينما تمتلئ شوارع غزة بالركام وأشلاء الضحايا تحت صمت عالمي مشين، يسير النظام السعودي بخطى متسارعة نحو التطبيع الكامل مع إسرائيل، متجاهلًا إرادة شعبه، ومستهينًا بثوابت الأمة العربية والإسلامية.

تقرير صادر عن المجلس الأطلسي الأمريكي أكد أن محمد بن سلمان يعيش مأزقًا داخليًا، نتيجة الرفض الشعبي السعودي لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. ومع ذلك، لا يبدو أن النظام يأبه بهذا الرفض، بل يواصل هرولته خلف واشنطن وتل أبيب، مدفوعًا بطموحات شخصية مريضة لتثبيت الحكم وشراء رضا القوى الكبرى.

علاقة السعودية بواشنطن: من تحالف استراتيجي إلى تبعية مذلّة

لطالما وصف الإعلام السعودي العلاقة مع الولايات المتحدة بأنها “تحالف استراتيجي”، بينما الواقع يكشف أنها علاقة تبعية مطلقة.

  • عقود تسليح بمئات المليارات لا تخدم إلا مصالح المجمع الصناعي العسكري الأمريكي.
  • دعم غير مشروط للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، مهما كانت كارثية ومدمرة.
  • تخلٍ كامل عن المبادئ، سواء في دعم القضية الفلسطينية أو في مواجهة التدخلات الإسرائيلية في المنطقة.

مع إدارة ترامب، أصبحت هذه التبعية أكثر فجاجة: السعودية دفعت مئات المليارات مقابل حماية مزعومة، ولم تحصل إلا على الإهانة والاستخفاف، من تصريحات ترامب المهينة إلى ابتزاز سياسي واقتصادي ممنهج.

صفقة السلاح الجديدة: المزيد من الارتهان

التقارير الأمريكية تتحدث عن صفقة تسليحية ضخمة يجري الإعداد لها بين السعودية وواشنطن، تشمل طائرات مقاتلة وصواريخ وأنظمة دفاعية.

  • الصفقة تقدر قيمتها بأكثر من 100 مليار دولار.
  • تأتي وسط أزمة اقتصادية خانقة داخل السعودية، مع تصاعد الديون والعجز المالي.
  • تتزامن مع خطوات متسارعة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

السؤال المشروع هنا: كيف يبرر النظام السعودي شراء أسلحة بهذه المبالغ الهائلة بينما المواطن يئن تحت وطأة الغلاء، والبطالة، والضرائب المرتفعة؟ وهل هذه الأسلحة موجهة للدفاع عن الأمة، أم لضمان بقاء النظام نفسه؟

التطبيع السعودي الإسرائيلي: خيانة مغلفة بشعارات جوفاء

تحليل المجلس الأطلسي أشار إلى أن محمد بن سلمان يعلم جيدًا أن غالبية السعوديين يرفضون التطبيع مع إسرائيل رفضًا قاطعًا، ويرون أن القضية الفلسطينية قضية مركزية لا يمكن التفريط فيها.

ومع ذلك، لا يتوقف النظام عن خطوات التطبيع:

  • لقاءات سرية مع مسؤولين إسرائيليين.
  • انفتاح إعلامي تدريجي لتبييض صورة الاحتلال.
  • تسريبات متعمدة حول نية السعودية الانضمام لاتفاقيات إبراهام.

كل ذلك يحدث بينما يستمر العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة، وحصار الشعب الفلسطيني، وتهويد القدس. التطبيع السعودي لم يعد مجرد خيانة سياسية، بل خيانة أخلاقية وإنسانية كاملة.

الرفض الشعبي والعربي: جدار لا يمكن تجاوزه

الشعب السعودي، رغم كل محاولات غسل الأدمغة التي يمارسها الإعلام الرسمي، لا يزال متمسكًا بثوابته:

  • دعم مطلق للقضية الفلسطينية.
  • رفض قاطع لأي اعتراف بشرعية الاحتلال الصهيوني.
  • إدانة علنية لأي محاولات تطبيع مهما كانت المبررات.

الرفض لا يقتصر على السعودية فقط، بل يمتد إلى الشعوب العربية والإسلامية بأكملها. ورغم محاولات النظام السعودي تصوير التطبيع كخطوة “سلامية” أو “استراتيجية”، يدرك الجميع أن ما يجري هو بيع صريح لفلسطين مقابل ضمانات أمريكية خاوية.

مأزق بن سلمان: تطبيع فوق جماجم الشعوب

محمد بن سلمان يقامر بكل شيء: سمعة السعودية، مكانتها الإسلامية، وحتى استقرارها الداخلي، مقابل تحقيق حلمه الشخصي بالجلوس على العرش بلا معارضة ولا انتقادات غربية.

لكن هذا الطريق محفوف بالمخاطر:

  • استمرار تجاهل الإرادة الشعبية قد يؤدي إلى انفجار داخلي عاجل أو آجل.
  • ربط مصير السعودية بإسرائيل سيجعلها عرضة للابتزاز المستمر سياسيًا واقتصاديًا.
  • أي عدوان جديد على الفلسطينيين سيكشف كذب دعاوى النظام السعودي حول “السلام” و”الاستقرار”.

السعودية بين مطرقة واشنطن وسندان الشعوب: من يخون اليوم سيدفع الثمن غدًا

النظام السعودي يقف اليوم في مفترق طرق خطير. يلهث وراء واشنطن وتل أبيب، مراهناً على صفقات سلاح ومسرحيات تطبيع، متجاهلًا أن الشعوب لا تنسى ولا تغفر.

كل خطوة تطبيعية، كل صفقة خيانة، ستكتب في سجل النظام، ولن تنفعه بعدها لا مقاتلات إف 35 ولا وعود الحماية الأمريكية.

والسؤال الذي سيفرض نفسه قريبًا: عندما تشتعل المنطقة من جديد، هل ستحمي واشنطن النظام الذي باع قضايا أمته، أم تتركه يواجه مصيره المحتوم وحيدًا؟

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً