“نيوم ريفيرا”… إخفاق جديد يسيء لمكانة بن سلمان

“نيوم ريفيرا”… إخفاق جديد يسيء لمكانة بن سلمان

انقضى عام 2020، وها هو الربع الأول من 2021 على وشك الانتهاء، وأي من الوعود الوردية لمحمد بن سلمان في رؤيته 2030 لم تتحقق حتى الآن.
يظل الوعد الأكبر في هذه الرؤية “العمياء” هو المتعلق بمدينة “نيوم” وما ورائياته، والذي لم يرى أحدٌ أي نتائج ملموسة على أرض الواقع تبعث الأمل في نفوس المتابعين “بشغف” وترقب إمكانية جلب تقدم العلم وتطور المستقبل على أراضي صحراوية كانت بالأمس القريب تحاول شق طريقها نحو نور التنمية.

بعد الإعلان عن مشروع “الغيغاسيتي” كما يُطلق على “نيوم”، أكد بن سلمان في تصريحات للصحافة العالمية أن مستقبل باهر ينتظر المملكة حين إتمام بناء هذا المشروع، الذي أكد بثقة عالية أنه بحلول 2020 سيكون العالم على موعد مع أول “بلدات” نيوم، وهي مدينة “ريفيرا” السياحة.

في تصريح له عام 2018 مع وكالة “بلومبرغ” الأمريكية تزامن مع وقت اختفاء خاشقجي داخل القنصلية، وصف بن سلمان “نيوم” بأنها ستكون بمثابة “دولة داخل الدولة”، مشدداً على أن أول المدن التي سيتم الانتهاء من بنائها في هذه الدولة “الداخلية” ستكون “نيوم ريفيرا”، التي كان يخطط أن تكن وجهة سياحية “جذابة” ممتلئة بالمنتجعات والمناظر الخلابة.

وعد بن سلمان أيضاً بأن نيوم ستتكون من 12 مدينة، مع ست بلدات صغيرة، بعضها في الوادي وبعضها في الجبال، بالإضافة إلى منطقة صناعية “ضخمة” وميناء بحري، وثلاث مطارات داخلية، ومطار دولي كبير، من المقرر الانتهاء منها جميعاً في غضون خمس سنوات على أقصى تقدير في غضون خمس سنوات من إعلان المشروع… كما صرح بن سلمان.

وصلنا اليوم إلى عام 2021، وتقدم ملموس لم يُحرز في بناء “ريفيرا”، لا زالت، كحال بقية بقاع نيوم، مجرد أرض صحراوية، غير مشيد بالمدينة بأكملها سوى عدد من القصور الملكية ومطار، لم نرى تقدم صناعي ولا صحي ولا حتى اجتماعي، في قول آخر، انحصرت مهمة نيوم الآن على عقد لقاءات بين الملك ونجله وبين قادة الدول الأخرى، لبحث أمور سياسية بحتة، لا علاقة لها لا بالصناعة ولا التكنولوجيا ولا العلم.

ضم الإعلان عن “نيوم” أيضاً العديد من الوعود “البراقة” حول الخير الوفير الذي ستحمله المدينة للبلاد، وحالة الانتعاش الاقتصادي الذي ستصل إليها المملكة مع قص شريط افتتاح المدينة، مع وعود كثيرة بتوفير فرص عمل لآلاف الشباب السعودي، لكن الوضع الآن يحكي نتائج مختلفة تماماً، ففضلاً عن الأزمة المالية التي دخلت فيها البلاد بسبب قرارات بن سلمان المتهورة، لم توفر نيوم ولا مدنها الداخلية فرص العمل “المأمولة”، ناهيك عن استنزاف مقدرات البلاد للإنفاق على تلك المشاريع “المؤجل” نجاحها.

انقضت أعوام وأعوام ولم يرى الناس لا “ريفيرا” ولا أخواتها، لم ير الناس سوى إخوانهم من أبناء قبيلة الحويطات وهم مجبرون على إخلاء منازلهم لإفساح المجال أمام نيوم، لقد قُتل خاشقجي يوم إعلان بن سلمان عن ريفيرا، وبعدها بأقل من عامين قُتل عبد الرحيم الحويطي، وفي الجهة الأخرى، لم يفي بن سلمان بأي من وعوده، ولم تحقق حاشيته أي انجاز يمكن التباهي به في “نيوم” تلك، وكأن بيع الأوهام وسفك الدماء هما اللغة الوحيدة التي يعرفها النظام السعودي الحالي.

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً