الترويج لـ نيوم فشل في جذب الجمهور المستهدف
هناك قاسم مشترك لمحاولات الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية -محمد بن سلمان- لتحسين صورته وإنعاش اقتصاد المملكة، وهو: الفشل!

على سبيل المثال، الإعلان عن إنشاء مدينة “ذا لاين” داخل مشروعه الأضخم على الإطلاق، مشروع مدينة نيوم العملاقة، تصدر عناوين الصحف الدولية كشيء مثير للاهتمام، لكن معظم المعلقين لم يقتنعوا أصلاً بواقعية
حتى صحيفة نيويورك تايمز، التي أبدت إثار كبيرة بوجود محمد بن سلمان على رأس السلطة، لم ترحب بالشكل المطلوب بمشروعه الأخير الذي أعلن عنه وكأنه يلقي خطاباً على منصة “TED Talk”، حيث قال الصحفي روبرت إف. ورث: “لقد قال بن سلمان إن ذا لاين ستكون “ثورة حضارية يسكنها مليون شخص” من جميع أنحاء العالم “… “لماذا يرغب أي شخص في الانتقال إلى هناك، ولماذا يجب أن تتشكل المدينة على شكل خيط من باستا الكابيليني… من الصعب إيجاد إجابة على هذه الأسئلة”.

ويضيف وورث: “إن المشهد السعودي مليء بالفعل بالمشاريع العملاقة الفاشلة أو المهجورة… رد بعض السعوديين على العرض التقديمي لمحمد بن سلمان باستهجان، إذ تحدثوا حول الحاجة إلى تجديد القرى والبلدات الصغيرة والأحياء الموجودة في البلاد قبل رمي المليارات في مثل هذه المشاريع… اقترح جمال خاشقجي ذلك في عمود كتبه مع مؤلف مشارك قبل مقتله ببضعة أشهر “.

من الصعب التصديق في واقعية مدينة “ذا لاين”، قبل فترة، نشر الكاتب آرون جوردون قصة سخر فيها من فرضية وجود مثل هذه المدينة، في إشارة لمشروع فاشل من القرن التاسع عشر لمدينة “خطية” أيضاً، حيث كتب “فشل مشروع La Ciudad Lineal في [جعل حياة الناس أسهل] لأننا نعيش في الواقع نعيش في مكان ثلاثي الأبعاد ومن السخف التظاهر بخلاف ذلك، كما يريد بن سلمان أن تصبح ذا لاين… أشك أن هناك ما يمكن فعله من الأساس”.

ولكن بصرف النظر عن المنشورات التي تنتقد مشروع محمد بن سلمان اليائس، فقد أبدى مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي آراءهم الخاصة حول نيوم – التي قامت مؤخرًا بضخ الأموال لنشر الإعلانات لها على شبكة CNN، خلال الأحداث الرياضية الكبرى، وكذلك على اللوحات الإعلانية بلندن وإعلانات تويتر المستهدفة.

كان رد فعل معظم الناس مرتبكاً حول هذه المدينة، على سبيل المثال، علق أحد مستخدمي تويتر الناطقين بغير العربية، وهو Walton T Frost “هل يمكن لأي شخص أن يشرح لي من هي المجموعة المستهدفة المقصودة لهذه الحملة الإعلانية لنيوم؟ ما الذي يحاول السعوديون تحقيقه بهذه الإعلانات؟ أنا محتار.” كما غرد عدد آخر من المستخدمين حول عدم معرفتهم بالمدينة من الأساس!

سيكون من غير العدل عرض كل هذه الردود السلبية ولا شيء إيجابي، بالطبع كانت هناك بعض التعليقات الإيجابية، لكنها كانت قليلة مقارنة بالتعليقات السلبية، إذ أنه بالنسبة لمعظم الناس في العالم، لا تزال علامة المملكة العربية السعودية مرادفة لجرائم الحرب في اليمن والإعدامات العلنية واغتيال الصحفيين، لذلك يبدو أن إنفاق الملايين على الإعلان لعينة عشوائية من الغربيين طريقة غير مرجحة لإقناع جمهور عالمي يتخذ -في كثير من الأحيان- موقفاً معادياً بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
اقرأ أيضاً: بن سلمان يبيع المملكة لتمويل مشاريع قد لا تتحقق أبداً